إن الأساس الوطيد الذي تربى عليه الملك فهد في مدرسة أبيه هو أساس الإيمان العميق بالله تعالى، وهذا هو أساس التربية القويمة، ثم الأخلاق الإسلامية الأصيلة التي تعلمها من والده وتأسى به، قال حفظه الله:"إن المجال لا يتسع لتعداد مناقب الملك عبد العزيز الفذة وصفاته الفريدة التي لفتت انتباه الباحثين والمنصفين، ولذا أكتفي بإيراد أبرز مناقب الملك عبد العزيز وصفاته، وهي إيمانه المطلق بالله تعالى، وهو إيمان يرجو العون من الله ويعتمد عليه في كل شؤونه وفي جميع الخطابات والكلمات التي تحدث بها رحمه الله، نجد هذه الحقيقة واضحة وساطعة، وهي تفسر - في رأيي - كل عمل أنجزه وكل تصرف أخذ به، فمن منطلق هذا الإيمان نجد أن من الأوليات التي أولاها اهتمامه منذ بدء تأسيس المملكة إقامة شرع الله، وذلك بتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة كان هذا هو أول وأهم ما وجه الملك عبد العزيز عنايته له، وهو الأساس الذي قام عليه بنيان المملكة منذ توحيدها، بعد هذا نجد أن من أهم صفات الملك عبد العزيز الحكمة وهي حكمة فطرية كانت من أهم العوامل في توجيه خطواته. وماذا أقول أيضا عن مناقب الملك عبد العزيز وصفاته التي تجمع الإيمان ثم الحكمة نجد الشجاعة وقوة الإرادة والصبر والقدرة على الاحتمال والحلم والكرم، وإضافة إلى ذلك فقد كان قلبه دوما يخفق محبة وعطفا على سائر أبناء وطنه، وكثيرا ما كان يقول: إنه يعتبر الكبير أبا والأوسط أخا والصغير ابنا، وهذه الرؤية لا تغيب عن بالي أبدا، وأبذل الجهد لكي أقتفي أثرها وأسير على خطاها في مختلف مواقع المسؤوليات التي أنيطت بي، لقد كان الملك عبد العزيز بتوفيق الله المثل الأعلى والقدوة الحسنة، ورغم صغر سني نسبيا إذ ذاك فقد كنت مهتما بتتبع ما يصدر عنه من القول أو الفعل، ومن هنا فإن تأثري بشخصيته كان تأثرا تاماوعميقا"(١)