للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال التاريخ: "كان للملك عبد العزيز مجالس عامة منها مجالسه التي كان يحافظ عليها في اليوم والليلة مرتين، ويحضرها أبناؤه جميعا يمر فيها كبار القراء ذوو المعرفة والإدراك في الفقه والتوحيد والأصول والأدب والتاريخ القديم والحديث، ومن قرائه المشهورين عبد الرحمن القويز وغيره، ولهذه المدرسة تأثير كبير في تثقيف البادية والحاضرة، وكان الملك عبد العزيز رحمه الله إذا أعجبه شيء من الأدب حكمة أو شعرا أمر كاتبه أن يسجله ويحفظه، ومن ذلك أنه كان يوما يقرأ عليه القارئ قول الشاعر:

إنا وإن كرمت يوما أوائلنا

لسنا على الآباء نتكل

نبني كما كانت أوائلنا

تبني ونفعل مثلما فعلوا

فأمر عبد العزيز بتغيير (مثلما) لتكون (فوق ما فعلوا) وأمر أن تكتب على واجهة المجلس (١)

ولا ننسى تأثر الملك فهد بأخيه الملك فيصل طيب الله ثراه "فقد كان يعتبره بعد أبيه أستاذا له وكثيرا ما صحبه في جولاته وأسفاره في المهمات الرسمية التي كان يوفده إليها والده، وقد اكتسب من صحبته تلك خبرات سياسية وإدارية" (٢)

ومن هنا فلقد نهل الملك فهد بن عبد العزيز من مناهل شتى كونت منه الشخصية الإسلامية والقائد الملهم، وأول تلك المناهل أبوه الجليل تربى في أحضانه وتشرب من شموخه وإبائه وشجاعته وإقدامه وحكمته، ما أهّله ليكون فيما بعد ملكا عظيما وقائدا حكيما.

مدرسة الأمراء:

إن أول ما فكر فيه الملك عبد العزيز رحمه الله حينما وطد الأمن هو التعليم، فأوجد مدرسة خاصة تربى فيها أبناء جلالته وكثير من أبناء الشخصيات في المملكة ومن أتيح له ذلك "وكانت مدرسة تسير على نظم تربوية علمية من أساتذتها: أحمد العربي وحامد جاسي وعبد الله خياط (٣) .


(١) فهد بن عبد العزيز ومسيرة دولة ص ٥٣
(٢) الحرس الوطني، العدد (١٠) شوال ١٤٠٢هـ مقال لمحات من حياة جلالة الملك فهد ص ٤
(٣) فهد بن عبد العزيز مسيرة ودولة ص ٥٢، والحرس الوطني العدد (١٠) ص٤ مقال: (لمحات من حياة جلالة الملك فهد) .