للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شرف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين على مر الأجيال وتعاقب الأزمان، ففي مكة بيت الله الحرام قبلة المسلمين، تفد إليه أفواج الحجيج كل عام، وفي المدينة النبوية المسجد النبوي الشريف منطلق الرسالة ومركز الخلفاء الراشدين، ومعلوم ما للمدينتين الشريفتين من مكانة علية في قلوب المسلمين. وإن احتضان المملكة الحرمين الشريفين والقيام بخدمتهما لشرف تليد خص الله به ولاة الأمر في هذه البلاد، وهو شرف منيف يستلزم التفاني في خدمة هذه البقاع وتهيئتها للطائفين والعاكفين والقائمين والركع السجود، وهذا ما قامت به المملكة على أتم وجه من خلال أكبر توسعة تاريخية للحرمين الشريفين، وتهيئة كافة الخدمات التي تجعل الحجّاج والعمّار والزّوار يؤدون مناسكهم وألسنتهم تلهج بالشكر لله، والدعاء لمن هيأ بيته هذه التهيئة على هذا النحو الشامل الميمون. جاء في النظام الأساسي للحكم في مادته الرابعة والعشرين: "تقوم الدولة بإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما.. وتوفر الأمن والرعاية لقاصديهما بما يمكن من أداء الحج والعمرة والزيارة بيسر وطمأنينة" (١) .

إن احتضان المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين والقيام على خدمتهما من منطلق الواجب الإسلامي، يضفي على شخصيتها الإسلامية المتميزة المزيد من حلل الوقار والعمل على التمكين الديني.

٢- رائدة التضامن الإسلامي:

المملكة بموقعها الإسلامي الفريد وباحتضانها الحرمين الشريفين تتحمل مسؤوليات إسلامية منها الدعوة إلى التضامن الإسلامي فهي الرائدة فيه.


(١) فهد بن عبد العزيز قائد ومسيرة ص ٧٧