قال معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر وزير المعارف سابقا: "لقد كانت النية صادقة والعزيمة متوثبة والثقة متوافرة والرؤية واضحة لدى خادم الحرمين الشريفين إبان توليه مسؤولية التعليم حين رسم الأهداف وبدأ العمل لا معين له إلا الثقة بالله عز وجل، والالتزام بخدمة وطنه ومواطنيه، قبل الثامن عشر من شهر ربيع الثاني عام ١٣٧٣هـ صدر المرسوم الملكي بتأسيس وزارة المعارف وتعيين خادم الحرمين الشريفين في هذا التاريخ وزيرا للمعارف، كان التعليم في ذلك الوقت عبارة عن عدد من الكتاتيب التي تتولى تحفيظ وتعليم القرآن الكريم وعدد محدود من المدارس الابتدائية المفتقدة لأبسط مواصفات المدارس وأهمها خلوها من أي نظام تعليمي بالمعنى المعروف، ولكن هذا لم ينسه - حفظه الله - دور الرجال الرواد الذين أدوا الأمانة بقدر ما سمح به جهدهم والمال الذي تيسر لهم آنذاك.
كانت البداية من الضعف في التجهيزات وفي القدرات والنواحي المادية وحتى في مدى القبول لدى المواطنين، إلا أن الإيمان بالله والثقة بالمواطنين كانا وراء تحقيق المعجزات في مجال التعليم وعلى أيدي رائد التعليم الأول في المملكة، فقد حدد – حفظه الله – في بداية الأمر المهمات التي ستتولى وزارة المعارف تنفيذها ورسم لها الدرب القويم الذي ستسلكه كي تحقق الآمال والطموحات المنوطة بها ووضع لها سياستها البعيدة المدى التي تمثلت في عدد من المبادئ أهمها نشر التعليم وتعميمه في جميع أنحاء المملكة على اختلاف مراحله الابتدائية والثانوية والتمهيدي، لإنشاء جامعة أو أكثر تكون نواة لتأمين التعليم العالي للطلبة السعوديين والتوسع في البعثات الدراسية إلى الخارج على أساس حاجات البلاد إلى المؤهلين الأكاديميين لسد حاجة قطاع التعليم من جهة وبقية القطاعات من جهة أخرى وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المدرسين السعوديين لمختلف المراحل التعليمية بل ومن الشباب السعودي في المجالات الحيوية المختلفة.