للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتنفيذاً لهذه السياسة كانت الخطوة الأولى هي اختيار العناصر الوطنية المثقفة الشابة في تلك الأيام لكي يضمها إلى وزارة المعارف وذلك إما بسحبها من بعض الوزارات القائمة آنذاك أو بمن كان في طريق عودته إلى المملكة بعد انتهاء دراسته العليا وكان لايربأ أن يتصل بالجميع إتصالاً مباشراً، بل كان يسعى بنفسه لكي يراهم ويختار منهم من يرى إمكانيّة إفادة وزارة التعليم منهم ومن هؤلاء الرجال من لايزال يعمل تحت قيادته ومنهم من قضى نحبه.

ولأني كنت من بين المختارين الذين شاركوا بجهودهم المتواضعة عن قرب في هذه المراحل المهمة في المسيرة التعليمية أستطيع أن أتحدث عن واقع عايشته عن خادم الحرمين أن يستقدم عدداً مؤهلاً من البلاد العربية وبالذات من مصر الشقيقة في تلك الفترة وكان هدفه أيده الله أن تتلاحم الأفكار المحلية بالطاقات الشابة مع الخبرة العريقة لكي تحقق مفهوماً تعليمياً واضحاً تتحقق به سياسة التعليم في المملكة وكان ذالك عام ١٣٧٥هـ، وأذكر أن ميزانية المعارف في تلك الفترة لم تتجاوز المائة مليون ريال فاستطاع بجهده مع وزارة المالية ومع مجلس الوزراء أن ينشىء مائة مدرسة في كل عام وجعل تلك قاعدة لتطوير التعليم الابتدائي كما تجاوزت الميزانية في تلك الفترة ٣٠٠ مليون ريال وكان هناك مجلس للتعليم يضم رجالات وزارة المعارف الرئيسة إضافة إلى بعض رجالات الخبرة في المملكة ومن ذوي الاتجاهات التربوية، وكان يلتقي بهذه الطاقات أسبوعياً، وتميزه قدرة عجيبة في الصبر على السماع وفي المناقشة وإعطاء كل دوره في النقاش لكي يصل إلى تقييم يحقق به ما يراه أفضل لمسيرة وزارة المعارف في تلك الفترة ونفذت سياسة تعليمية حققت مردوداً طيباً واستطاع بهذا أن يوجد شباباً سعوديين يستطيعون أن يساهموا مساهمة كبيرة في إدارة هذا المرفق (١) .


(١) فهد بن عبد العزيز قائد ومسيرة ص ١٠٢ - ١٠٣