للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثالث: لمحة تاريخية عن التعليم قبل إنشاء وزارة المعارف

مر التعليم في المملكة بمراحل يمكن تلخيصها بإيجاز من خلال المحورين الآتيين:

المحور الأول: التعليم قبل عهد الملك عبد العزيز رحمه الله

من بدهيات القول أن هذه البلاد منذ أن بزغ فيها فجر الإسلام ببعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) كانت مركز إشعاع ومنطلق الدعوة إلى كافة أرجاء المعمورة، فمنها انبثق نور الإسلام يحمل الخير والعدل لشعوب الأرض.. وإليها تهفو القلوب وترنو فهي قبلة المسلمين، ولقد اعتراها حقب من التاريخ بين انتشار العلم وخفوته، مرت أحقاب تلتها أحقاب والحالة العلمية في تقلب، تقدُّم تارة وتقهقُر تارة.

قال المؤرخون عن الفترة السابقة لدعوة الشيخ محمد: "وفي قلب نجد لم يكن أي نوع من التعليم أو الاستقرار نتيجة الصراعات القبلية السائدة فيها، فعاشت في جهالة إلى أن قيض الله لها المصلح المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود الذين كان لتآزرهما المبارك أثر طيب في الحفاظ على الروح الإسلامية الخالدة ونبذ البدع والخرافات" (١) .

أما في الحجاز فمع بداية القرن الرابع عشر الهجري بدت في الأفق معالم التعليم في مكة والمدينة وجدة وغيرها..

وتذكر كثير من المراجع أن التعليم كان نادرا وضعيفا قبل عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وكانت بضعة مدارس هنا وهناك في مكة وجدة والمدينة لا ترتقي إلى مستوى التعليم المنشود ولا تفي بالغرض الذي يتطلع إليه الدارسون. "وكان النظامان العثماني والهاشمي اللذان عرفهما الحجاز قبل الملك عبد العزيز قد أخفقا في أن يضعا نظاما للتعليم صالحا للاستمرار والتطور، وإن كانا قد أدخلا فكرة المدرسة الحديثة وفكرة المراحل التعليمية" (٢) .


(١) انظر التوثيق التربوي: العدد ٤٠-١٤١٩هـ، ص ١٤
(٢) التوثيق التربوي العدد ٤٠، ص ٢١