للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاء في التفسير اثنان عن اليمين وعن الشمال، يكتبان الأعمال. صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه، واحد من ورائه، وواحد أمامه، فهو بين أربعة أملاك بالنهار، وأربعة آخرين بالليل بدلاً، حافظان وكاتبان (١) . وقال عكرمة، عن ابن عباس: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} قال: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدر الله خلَّوا عنه (٢) .


(١) شرح العقيدة الطحاوية، ص (٥٥٧، ٥٥٨) . وهذا التفسير الذي ذكره المؤلف، قاله شيخه ابن كثير في تفسيره (٢/٥٠٤) فلعل المؤلف أخذه منه، وكذلك الحديثان أوردهما ابن كثير عند تفسير الآية بنفس اللفظ فيترجح أن المؤلف أخذه منه. وتبين من كلام المؤلف أنه يرى أن المعقبات هي الملائكة. قال أبو جعفر النحاس بعد أن ذكر هذا القول وغيره: "وأولى هذه الأقوال الأول؛ لعلوِّ إسناده وصحته" معاني القرآن الكريم (٣/٤٧٩) . وهو يعني قول من قال: إنهم الملائكة. وقال القرطبي: والصحيح أن المعقبات الملائكة. الجامع (٩/٢٩٣) .
(٢) شرح العقيدة الطحاوية، ص (٥٥٩) . والأثر أخرجه الطبري في تفسيره برقم (٢٠٢١٦، ٢٠٢١٧) من طريقين مدارهما على سماك بن حرب، وهو صدوق، وروايته عن عكرمة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما تلقن. التقريب برقم (٢٦٢٤) . وله شواهد تدل على ثبوته عن ابن عباس. انظر الوسيط (٣/٨، ٩) ، وتفسير القرآن العظيم (٢/٥٠٥) ، والدر المنثور (٤/٤٧) وقال السمعاني: إنه قول الأكثرين. تفسير القرآن (٣/٨١) .