للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرسطو: يزعم أن الصورة والمادة قديمتان أزليتان ليستا مخلوقتين، وهما متحركتان في الأزل موجودتان مع المحرك الأول الذي يزعم أنه الله، ثم إن المحرك الأول بغير أن يتحرك حرك الصورة والمادة فاجتمعتا فتكون من اجتماعهما الأجسام، وهو يرى أن الله تبارك وتعالى هو سبب نظام الأشياء الموجودة وترتيبها فقط وأنه لا يتدخل في الأحداث الجزئية ولا يعتني بشيء في الوجود خلا ذاته (١) .

أما أفلوطين المصري: فيزعم أن هناك عالمين:

أحدهما: عالم المعقول، وهو ثلاثة: الله والعقل والنفس (٢) .

والله عنده هو الأول، وقد صدر عنه العقل وهو شبيه به.

والعقل: هو الحامل للصور وهو أبدي لا يفنى.

أما النفس: فقد صدرت عن العقل وهي شبيهة بالعقل وهي حاملة للصور بشكل أكبر من العقل.

ثانيهما: عالم المحسوس، وقد صدر عن النفس الكلية ونتج عنها، فهي التي صنعته وأوجدته، كما أنها هي التي أمدته بالنفوس التي تبث الحياة فيه، وعنده أن الله تعالى لا يعتني إلا بالأشياء الكلية، أما الأمور الجزئية والفردية فلا يعتني بها ولا يعلمها (٣) .

بيان بطلان قولهم:

أقوال الفلاسفة السابقة في إيجاد الكون يمكن أن نلاحظ منها شيئاً وهو: تركب بعضها على بعض.

فسقراط شيخهم المتقدم زعم أن هناك إلهاً أكبر وآلهة دونه تساعده في صنع هذا الوجود.


(١) موسوعة الفلسفة (١/١٠٦) ، في سبيل موسوعة فلسفية (ص ٧٥-٧٦) ، قصة الفلسفة (ص ١١٢-١١٤) .
(٢) موسوعة الفلسفة (١/١٩٧) .
(٣) موسوعة الفلسفة (١/٢٠٤-٢٠٧) .