فرسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن في هذا الحديث العظيم الذي هو أصل من أصول الإسلام أن الله قد افترض على المسلم فرضاً واجباً في عين ماله لا يتم إسلامه إلا بأدائه لا منَّة منه ولا إحساناً، وأين هذا من فكرة الإحسان التي لو امتنع الشخص عن أدائها لا يخاف شيئاً.
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الوعيد الشديد لأصحاب الأموال الذين لم يؤدوا زكاته. فقال:"إنه ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلاّ أُحْمِيَ عليه في نار جهنم فيجعل صفائح فيكوى بها جنباه وجبهته حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إمَّا إلى الجنَّة وإما إلى النار". ثم عدَّد أصناف الأموال والعذاب الذي يستحقه كل مال، كما في حديث أبي هريرة الذي رواه أحمد ومسلم ج٤ ص١٢٥ نيل الأوطار ولعل ذلك الوعيد فيمن يبخل بأدائها لمستحقيها كما فرضها الله عليه.
أما من أنكر وجوبها فقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على رِدَّتِه ووجوب قتاله كما حدث لأصحاب الردة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وقبل أن نذكر من له الحق في أخذ ما فرض الله له من هذا المال يحسن أن نذكر ما شرعه الإسلام في ناحية التكافل الاجتماعي- المادي فقط - إذ هو مدار البحث وإلا فالتكافل الاجتماعي في الإسلام يشمل نواحٍ عدة.