هذا مع أن التدليس بعد سنة ثلاثمائة يقل جدا, قال الحاكم: "لا أعرف في المتأخرين من يذكر بالتدليس إلاّ أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي".
قال أبو عمر بن عبد البر: "التدليس في محدثي أهل الكوفة كثير".
قال يزيد بن هارون: "لم أر بالكوفة أحد إلاّ وهو يدلس إلاّ مسعرا وشريكا".
قال الحاكم: "وأهل الحجاز والحرمين ومصر وخراسان, وأصبهان وبلاد فارس وخوزستان وما وراء النهر لا نعلم أحدا من أئمتهم دلسوا", ثم قال: "وأكثر أهل الكوفة ونفر يسير من أهل البصرة, وأما أهل بغداد فلم يذكر عن أحد من أهلها التدليس إلا أبا بكر الباغندي فإنه أول من أحدث التدليس ببغداد, ومن دلس من أهلها إنما تبعه في ذلك.. هذا وإليك المدلسين مرتبين على الحروف الأبجدية.
(الهمزة)
١- إبراهيم بن محمد بن أبي يحيي الأسلمي الشافعي: من الطبقة الخامسة لأنه ضعفه الجمهور, قال يحيي بن سعيد: "سألت مالكا عنه أكان ثقة في الحديث؟ فقال: لا, ولا في دينه", وقال الإمام أحمد: "تركوا حديثه", قدري معتزلي من رجال ابن ماجة, وضعفه الإمام أحمد والدارقطني وغيرهما بالتدليس, توفي سنة ١٨٤.
٢- إبراهيم بن سليمان الأفطس: عن مكحول وغيره, من الطبقة الثانية, قال أبو حاتم: "لا بأس به", وأشار البخاري إلى أنه كان يدلس وهو من رجال الترمذي وابن ماجة.
٣- إبراهيم بن زيد النخعي: الفقيه المشهور في التابعين من أهل الكوفة, ذكر الحاكم أنه كان وهو من الطبقة الثانية, قال أبو حاتم: "لم يلق أحدا من الصحابة إلا عائشة رضي الله عنها, ولم يسمع منها, وكان يرسل كثيرا, ولاسيما عن ابن مسعود وجدث عن أنس وغيره مرسلا, وحكى خلف بن سالم عن عدة من مشايخه أن تدليسه من أحمض شيء وكانوا يتعجبون منه, وهو من رجال الجماعة.. توفي سنة ٩٣.