بل كذلك كل فرد مسئول عن جاره إذا أحاطت به ضائقة أو حدثت له كارثة حتى لا يكون جرثومة شر على المجتمع إذا لم يجد العون منه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم" رواه الطبراني.
أما إذا أهمل الفرد في واجباته هذه كلها أو بعضها في نظير أمل تافه قد يصل إليه وقد لا يصل أو في نظير ثمن بخس، ألا فليعلم أن ما حصل عليه مهما اعتبرته ظواهر القانون حقا وملكا، إلا أنه في موازين العدل الإلهي سحت اغتصبه، وظلم انتهبه، لا يبارك الله له في ذرية أنفق عليها، وهو مردود عليه إن تصدق به وسيحمله على عاتقه يقابل به مولاه يوم القيامة ليحاكم أمام محكمة العدل الإلهية أمام علام الغيوب {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "... ولا يكسب عبد مالا حراما فيتصدق به فيقبل منه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيء، ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث" رواه أحمد.
لا ينفع المقصر في حق أمته، الممالئ للأعداء في حق شعبه، ومستقبل بلاده، المتغاضي عن الفساد يستشري ضرره بين أفراد مجتمعه ولن ينجيه من عذاب الله شفاعة شفيع ولا قرابة قريب فإن الإسلام قد كلف الجميع بالعمل وسد الطريق أمام من يعيشون على عمل الأجداد أو على الآمال الكاذبة من غير عمل جاد "من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه" رواه مسلم.