والمجتمع والأفراد متضامنون في محاربة المنكرات، والضرب على أيدي العابثين بمقدسات الأمة، ومحاربة المفسدين فيها، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه أحمد، ويقول " ... كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا، أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم" يشير الرسول إلى بني إسرائيل رواه أبو داود عن ابن مسعود.
وإذا كانت الأمم كالأفراد، تمر في أطوار مختلفة حتى تصل إلى المستوى المقدر لها، فتتعثر أحيانا، وتسير قدما إلى الأمام أحيانا، ولا شيء يضيع استقلالها، ويمحو لذة النصر فيها أكثر من تشتيت أفكارها، وتنازع أفرادها، فيعيشون كالبهم السائمة، في فدافد الأرض، وسط الوحوش الضارية، لا راعي يجمع شملهم، ولا مرعى يطيب لهم، إذا علمنا هذه السنة الكونية فهمنا بعض أسرار قول الرسول "وليضربنّ الله قلوب بعضكم ببعض".
وإذا كان الإسلام يطلب من كل جماعة إسلامية أن تقوم بواجبها، حفظا عليها وحرصا على استقلالها، فإنه يتشدد في الطلب، ويبالغ في الإنذار إلى كل أمة بدأت تهب من غفلتها، لأن أي عطب يصيبها سيكون مصوبا إلى نحرها، ويصيب المجتمع الإسلامي كله، فما الدولة إلا عضو من أعضائه.