"يا إخواننا العرب إننا نرجوكم أن تكونوا أنتم قادتنا لأنكم لو لم تكونوا أشرف أمة لما اختاركم الله لحمل رسالته ونشر دعوته، وإنه ليشرفنا أن تقبلونا جنودا مخلصين نسير وراء قيادتكم مؤمنين ونتعلم لغتكم صادقين ونتلوا قرآنكم مصلين ونسجد لربنا وربكم طائعين وعابدين". أكتفي بهذه الكلمات من غير تعليق، والكتاب كله تجب قراءته.
فإذا تركناهم على ما هم فيه فسيتلقفهم المبشرون الذين أتقنوا هذه المهنة كما قرأت عن الأمريكية فيحولونهم من مسلمين إلى الأديان الأخرى ويتخذون منهم تكأة يتكئون عليها وقاعدة ينشرون منها ويجعلونهم أعداء لنا بعد أن كانوا إخوانا لنا في الدين والعقيدة ثم استطرد المتجول ليلقى التبعة على علماء المسلمين في جميع الأقطار فقال: إن علماء الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها منعزلون انعزالا تاما عن هذه البقاع ويعيشون في معزل عن العالم وقد ارتضوا من حياتهم أن يصلوا في اليوم خمس أوقات وأن يصوموا رمضان وأن يؤدوا باقي ما اقترض الله وكفى، ولكن دين الله يتطلب من هؤلاء العلماء أن يجاهروا في سبيل الدعوة _ لا هذه الأمريكية _ لإنقاذ العالم من بيداء الجهالة وضلال الكفر.
إن دين الله وتعاليم الشرع الشريف والقرآن الكريم، وإن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لا يكفيها من العلماء شقشقة اللسان ولكنها تتطلب علماء عاملين بما يعلمون ومجاهدين بأموالهم وأنفسهم ومضحين بكل مرتخص وغال حتى يضمنوا لأنفسهم حياة سعيدة في جناة عدن {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} الآية ...