إن الدين في حاجة إلى قول باللسان يصدقه القلب والوجدان، فيتفاعل القول مع العمل ويتبلور في رجل مؤمن ومسلم عامل، وهذا عند الله خير من جيش عرمرم من المسلمين بل من العلماء الذين يقولون ما لا يفعلون و {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} إن الجهل الذي يسود العالم والكفر الذي يعيش فيه أغلب دول العالم مرجعه إخلاد أهل الدين من المسلمين إلى الدعة والاكتفاء بتسميتهم مسلمين وعلماء.
ما أحوج العلماء إلى توزيع الوعاظ وخريجي الجامعات الإسلامية لكن على نمط تلك الأمريكية وهم كثيرون على دول العالم ليقضوا فيها بقية حياتهم يجدون ويجاهدون بالطرق السهلة التي ضربت لنا فيها المثل الكبير هذه الأمريكية التي خلد التاريخ صنيعها والتي لا يزال أهل تلك البلدة يذكرونها ويشكرون لها جهودها إني أدعو العلماء من جميع الأقطار إلى تعليم دعاة يذهبون إلى كل دولة بحيث يتعلمون لغة هذه الدول التي يبعثون إليها ليعيشوا فيها ويموتوا بها بعد الجهاد في سبيل نشر الدعوة الإسلامية وبعد أداء رسالتهم فيحييهم الله في الدار الآخرة مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
إذا فعل كل غيور على دينه من هؤلاء العلماء الدعاء على نحو الطريقة التي سلكتها المرأة الأمريكية وحذوا حذوها فسيكون أثرهم في هداية الخلق خلال ثلث قرن من الزمان أضعاف ما قامت به تلك الأمريكية وخلال ثلثي قرن وذلك لسهولة تعاليم الإسلام السمح وقبول النفوس له (لأنه دين الفطرة) وإقبال العقلاء عليه واطمئنانهم إليه ونتيجة لذلك سنطوي ثلاثة عشر قرنا مضت ونصل حاضرنا ومستقبلنا السعيد بماضينا العتيق في صدر الإسلام في عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده رضي الله عنهم وأرضاهم ووفقنا للعمل بشريعة السماء ودين الله السمح الحنيف الذي نسخ ما قبله من الأديان وسنة خير الأنام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.