وقبل أن أذكر تفاصيل ذلك أود أن أقدم له بأن الله جلت قدرته خلقنا وهو أعلم بخلقه وأمرنا باتباع أمور تجلب لنا النفع ونهانا عن أشياء تجر علينا الخراب والعذاب، وفوق نفعها أو ضررها لنا فهي اختبار لمدى طاعتنا لله سبحانه وتعالى.. قد لا يبدو لنا من الوهلة الأولى مدى النفع أو الضرر من أمر إلهي ولكن المؤمن الحق يؤمن به ويتبعه دون جدل أو نقاش، وبمرور السنين أو الدهور تتجلى الحكمة الإلهية فيما أمرنا باتباعه أو اجتنابه، ذلك هو الإيمان بالغيب {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} . {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} فالمعروف أن العقل يعتمد على الحواس التي هي محدودة مقيدة ومالا تدركه الحواس لا يدركه العقل. وليس معنى ذلك أن نلغي نعمة العقل والتفكير فلم نؤمر بذلك بل على النقيض أمرنا بالتدبر والتفكر واستعمال عقلنا في غير ما شطط أو ضلال، ونلزم العقل الأصول والقواعد خشية التردي في الهاوية (كما يحدث الآن للحضارات الأجنبية في أوروبا وأمريكا وآسيا) .
(ومع ذلك كله تجد فينا من لا يصيخون السمع إلى صوت الدين، وهم يلحدون في آيات الله فيميلون بها عن وجهها حينا، ويجادلون فيها أشد الجدال حينا آخر. ولكنهم يخضعون لهذه المزاعم الداعرة ويرونها فوق النقاش والمراء. هؤلاء قوم لا تقوم عندهم الحجة بالقرآن، ولكنها تقوم بهذه الظنون والأوهام فإذا عارضتهم بالثابت من قول الله سبحانه وتعالى – وهم يزعمون أنهم مسلمون – لووا رءوسهم وقالوا: نحدثك في العلم فتحدثنا في الدين؟ كأن هذه الأوهام أثبت عندهم من القرآن) وعلى كل فسنحدثهم بالعلم لعل فيه عبرة لهم وهداية، فلقد نشر في المجلة الطبية البريطانية أن السرطان الخبيث (الميلانوما) الخبيثة.