للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأسرع الحراس بحمله إلى الخليفة عمر بن الخطاب, وأعلموه بأنهم التقطوه في نفس المكان الذي وجدت فيه جثة الشاب القتيل في مثل ذلك الوقت في العام المنقضي.

رأس الخيط:

وابتهج الخليفة عمر لهذا الحادث الجديد, وصرح بأنه ظفر بدم القتيل الشاب يوشك أن يضع يده على القاتل ويكشف أسرار الحافة بالقتيل.

وحالا أمر بدفع الصبي إلى مربية تتولى إرضاعه وتنشيته وتتقاضى تكاليف الكفالة من بيت المال.

الشروع في التحقيق:

أصدر الخليفة العادل أمره للكافلة بأن تتحرى أمر من يسأل عن الصبي أو يحاول الاتصال به أو يوفد من يستعلم على حالته أو يختلس النظر إليه, وأن تخطر دار الخلافة بنتائج هذا التحدي الأكيد, الذي يعلق عليه الخليفة أهمية كبيرة ولا يتسامح إطلاقا في إهماله والتساهل في شأنه.

الوقوع في الفخ:

شبّ الصبي وظهرت نجابته وبرزت محاسنه, وتحدث الناس بجماله وقوة سحره وجاذبته, وهو الصبي الذي لا يعرف أبواه ولا يعلم مولده.. وذات يوم أقبلت جارية يلف جسمها رداء كثيف يخفي جميع ملامحها, وطرقت باب دار الكافلة وبعد أن حيتها وابتسمت للصبي وغمرته تقبيلا أعلمتها بأن سيدتها ترجوها أن تبعث الصبي لتراه وتعود به إليها في نفس الحين, ولها في مقابل ذلك ما تريد من عطاء.. وأدركت الكافلة سر الأمر الذي أصدره الخليفة, وتحققت أن بين أيديها الآن مفتاح السر الذي يبحث عنه الخليفة العادل منذ سنة. فأظهرت الموافقة على مطلب الجارية واشترطت أن تذهب بنفسها في رفقة الصبي لأنها مسؤولة عنه, وتخشى أن يحدث له مكروه, وأنها تعتقد نفرته من أي امرأة سواها.. ورضيت بالشرط وذهبت الجارية إلى دار سيدتها.

في بيت الأم: