فقال ابن سعد: قال محمد بن عمر [١٥] ولد سفيان سنة سبع وتسعين في خلافة سليمان بن عبد الملك [١٦] وأكد الإمام البخاري رحمه الله تعالى مولده في خلافة سليمان بن عبد الملك إذ قال رحمه الله تعالى بإسناده: سفيان بن سعيد بن مسروق، أبو عبد الله الثوري الكوفي، قال أبو الوليد مات سنة ١٦١ قال لي ابن الأسود عن حميد بن الأسود، سألت مالكا، وسفيان فاتفقا أنهما ولدا في خلافة سليمان بن عبد الملك [١٧] .
وقال الخطيب: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق، حدثنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم، قال سمعت أبا عبد الله، ذكر عن موسى بن داود، خروج سفيان بن سعيد من الكوفة. وسنه، وهو في كتاب التاريخ، فقال: هذا سمعه سماعا كان يثبته، قال هذا مع أنه ولد سنة سبع وتسعين، وليس كما قالوا سفيان سنة سبع وتسعين [١٨] .
ثم قال الخطيب: أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن حمد البغوي، حدثني أحمد بن زهير، قال سمعت يحيى بن معين يقول: ولد سنة خمس وتسعين [١٩] .
قلت: هكذا رجح الخطيب وغيره من المحدثين مولد سفيان الثوري في سنة ٩٧ من هجرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في نهاية خلافة سليمان بن عبد الملك الأموي وهو ابن ست وستين سنة، وكانت وفاته رحمه الله تعالى في سنة إحدى وستين ومائة فيما قاله الخطيب وغيره.
نشأة سفيان الثوري:
لم أجد مرجعا يبحث نشأة هذا الإمام البارع بالتفصيل، إلا أن هناك روايات عديدة أخرجها أصحاب كتب الرجال وهي تعطينا فكرة أصلية عما كان عليه رحمه الله تعالى من نشاط، وفضل وبر، وتقدم في العلم في صغر سنه.