إن العلم اليوم يتعرض لمحن عنيفة من أجراء المبادئ الهدامة من جراء تيارات الانحلال الخلقي، هذه التيارات التي تسير بعنف نحو الفساد العام في كل ناحية من نواحي الحياة.
إن المدينة الانحلالية أفسدت الأسر والجماعات، وأضلت الشباب فسرت موجة التقليد الفاجرة الماجنة، وإننا نخشى على الشعوب الإسلامية من خطر تسرب موجات الانحلال الخلقي الذي يسري من الدول الإلحادية الكافرة.
وإن العصمة من كل هذا إنما هي في الرجوع إلى هداية القرآن، إلى نور الله الخالد.
إن القرآن الذي أصلح جاهلية الأمس كفيل بإصلاح ما نحن فيه اليوم، إن القرآن الكريم الذي أضاء جزيرة العرب، وحول شركها توحيدا، وكفرها إيمانا وظلمها عدلا وقسوتها رحمة، وغلظتها برا وعطفا وخوفها أمنا، وجهلها علما – إن القرآن الكريم الذي جعل من كفار مكة أساتذة للعالم يضرب بهم المثل في العدل والحكمة والسياسة وقيادة الجيوش، إن هذا الكتاب المبارك، إن هذا النور الإلهي، إن هذا التوجيه السماوي كفيل بإصلاح أحوال العالم وما فيه من مشاكل، إن العالم وما فيه من ظلام، إن العالم ما فيه من ظلام المبادئ الهدامة، ظلام الانحلال الخلقي، وتيار الإباحية والإلحاد والمروق عن الدين وعن هدى الله إن هذا الانحلال الخلقي الذي يسري تيار بقوة عنيفة، ويكاد يغزو غزوا مروعا يغزو الأفراد والجماعات والشعوب، يغزو الأسرة ويبعدها عن الهدوء والاستقرار والأدب الإلهي – إن هذا الظلام المنتشر في الحياة العصرية الحديثة التي فسدت من جراء المبادئ الهدامة، والبعد عن نور الله تبارك وتعالى.