وهذه الطريقة الإسلامية الموصلة إلى المعرفة تكون على مراحل:
١- تأمل الموجودات ومشاهدتها بالاعتماد على الملاحظة وعلى الحواس.
٢- تبويب تلك التأملات وتنظيمها وتجريد الحقائق منها بفعالية العقل حتى تستنبط الرابطة أو العلاقة التي تربط بين تلك الحقائق.
٣- درس تلك العلاقة التي ربطت بين الحقائق، ومقارنتها بغيرها حتى يقع استنتاج القانون الذي يعكس للدارس ماهية ذلك الشيء أي الموجودات كما هو في الواقع.
٤- إرجاع ذلك القانون الجديد الذي من مقارنة القوانين الجزئية الأخرى يعطينا قانونا عاما للطبيعة بأسرها. وهو وجود علة أوجدت هذه الموجودات المحيطة بنا. وهي علة واجبة الوجود إلا وهي الله.
فالمنهج الإسلامي في الثقافة يدرس الموجودات لا لمجرد أن يعرفها بل ليردها كذلك إلى علتها الأولى. بعد هذه المقدمة سنقف قليلا عند موقف علماء أصول الدين وأصول الفقه من منطق أرسطو.