ولقد سلك الاستعمار العالمي، ذلك المسلك المشين مع العالم الإسلامي لتتحقق له وسائل السيطرة عليه إلى الأبد.. إن استطاع. وإن ننسى، ولا ننسى مقالة ذلك الزعيم الذي قال قولته المشهورة في يوم احتفالهم:"نحن لا نحتفل بمرور مائة عام على احتلال الجزائر، بل نحتفل بمرور مائة عام على القضاء على اللغة العربية"
ومن أهم الجوانب التي سلكها الاستعمار العالمي لأهدافه السيئة هذه:
١- تنفير الشبيبة من اللغة العربية، بحجة صعوبة قواعدها..
٢- وصم الكتب الإسلامية العلمية –التي هي خلاصة الفكر الإنساني العالمي- بأنها (صفراء بالية) لم تعد تلائم التطور..
علما بأن كل تطور حدث، أو يحدث، إنما كانت أسسه من هذه الكتب الصفراء، بشهادة بعض المنصفين من الأوروبيين، وغيرهم.
٣- تنشئة الشبيبة، على المبادئ الهدامة الفاسدة، المعادية للفكرة الإسلامية من أساسها.
٤- شراء أقلام كتاب محسوبين على الإسلام لترويج الدعاوى المخالفة عن طريقهم.
٥- الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، حتى تكون لغة الدولة، غير لغة الدين.. والنتائج بعد معلومة بالضرورة. إلى غير ذلك من المخططات الاستعمارية المكشوفة التي لا تنطلي إلا على عمي البصائر.. ومن البراهين المشاهدة المحسوسة على صدق ما ذكر: أننا قلما رأينا دولة من الدول التي نالت استقلالها من المستعمر، إلا وكانت لغتها لغة ذلك المستمر.. وأخلاقها وتقاليدها، أخلاق وتقاليد ذلك المستعمر.
هذا إذا لم تنضم تلك الدولة المستقلة بطواعية من نفسها إلى استعمار جديد يحمل طابع (كمنولث..)
ويوم أن كانت الأمة الإسلامية، أمة موحدة، لم تكن أطماع العالم تتجه إلا إلى شيء واحد فقط، هو: طلب مهادنتها، وخطب ودها فقط.