إن استشهاد العالم مرحلة فاعلة تعمل عليها في حياة الأمة وواحدة من تلك الصور التي تضيء جنباتها الطويلة, فلنذكر - وأبوابنا تدقها مطارق الغدر والخيانة والاعتداء صباح المساء - الكلمة المضخمة بالدم, ولنذكر الحياة التي تبدأ بالكلمة على القرطاس وتنتهي بلحظات يطل منها صاحبها العالم الباقي, وهو يتأرجح في الهواء هازئا بهذا العالم الفاني وما فيه من مغريات ومن ترغيب وترهيب ... إن أفاقا ربانية رحبة يستمع بها الشهيد تتضاءل دونها كل المقومات في هذا الوجود ... والعالم الشهيد على هذه الأرض برهان صدق هذه الدعوة وحجة الله على عباده ومثل رائع في قافلة الإيمان التي تني تتابع سيرها مهما تعاظمت الصعوبات وتفاقمت عقبات الطريق, ذلكم حاجز ما بين الطريقين ... إيمان راسخ وعمل دائب ووعي ينفي الخرافة وخبث الطارئ الدخيل ... ثم قدرة على الصمود وسقيا للطريق بالدم في وقت تعز فيه التضحيات ويكثر أشباه الرجال..
بناء الإنسان أفضل أم بناء العمارات
كان هذا عنوانا لافتتاحية مجلة البعث الإسلامي الهندية الصادرة في غرة رجب ١٣٨٨ لأستاذ محمد الحسني وقد جاء فيها: