للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد سمعنا أمثال عن الدعاوى الفارغة بعض الأحيان, وقيل لنا: إن القوة الفلانية أكبر قوة جوية ضاربة في الشرق الأوسط, وإن أسطول الدولة الفلانية أقوى أسطول في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط إلى أمثال هذا الهراء الذي يعرفه الجميع, ولكنها كانت دعاوى فارغة كاذبة ظهر بطلانها في حرب ٥ حزيران وكان كما قال الشاعر وكأنه يصف الغوغائيين الاشتراكيين:

جواد تحت رجلك أم حمار؟

ستعرف حين ينكشف الغبار

إن كثرة البنايات والفنادق يا قادة العالم الإسلامي- لا تنجب الرجال ولا تنتج الكفاءة والمقدرة والنبوغ والبراعة والعلم والتقوى, إنها بالعكس تلهي الأمة عن المكرمات والبطولات, أنها تستنفد قواها وتشغل بالها وتصرفها عن غايتها وأهدافها العالية وتجعلها في قفص ذهبي تجد فيه كل ما يحتاج إليه جسدها من عيش رغيد, وتفقد كل ما يحن إليه طائر الروح من حرية للخروج وأجواء فسيحة للطيران تزكي جوهرها الأصيل وترخي لها العنان.

إن الإنسان لا يحتاج إلى بناية ولا يحتاج إلى دعاية, بل إنه يحتاج فقط إلى تصحيح الاتجاه وتنوير الوعي وتنمية الشعور والعناية بالأولى والأهم والتركيز على النواحي المهمة الحساسة, وتقوية الجانب الذي تضاءل واضمحل وضعف بدلا من تغذية الجانب الذي تسمن وتضخم وطغى وبغى على الجانب الضعيف..

إن مثلنا في ذلك كمثل رجل نزل عند ضيف اشتد به الجوع فاعتنى بغرفته كل العناية وأثثها تأثيثا جميلا وحشد له كل ما يحتاج إليه من كماليات, ولكنه لم يقدم إليه وجبة طعام أو كأسا من ماء..

لقد عنينا كثيرا بالبنايات فلنتجه الآن إلى الإنسان..

ما هو دور العلماء؟

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة الدعوة السعودية مقالة للأستاذ زيد بن فياض يقول فيها: