وليس قصدي تعداد مزايا العلم وفضل أهله فذلك معلوم وحديثه يطول ولكني أتساءل عن دور العلماء وأعني علماء الإسلام في سائر الأقطار وهل قاموا بواجبهم؟ وهل أتيحت لهم الفرصة لكي يؤدوا الأمانة العظيمة والمسئولية الخطيرة..؟ وإذا كان هناك تقصير واضح فمن أين جاء وما مصدره وما هو سبيل إلى تذليل العقبات المانعة من أداء هذا الواجب العظيم؟ إنني أعلم بأن مقالا واحدا لن يفي بجوانب الموضوع ومتطلباته, وأن الأمر يحتاج إلى مناقشة جادة مستنيرة مبينة على البحث العميق والدارسة الوافية؛ لأن إغفال هذه الناحية الهامة يعود بالمصائب على الأمة الإسلامية في شتى ديارها.
وإذا تأملنا حالة العالم الإسلامي اليوم لا نكاد نسمع للعلماء إلا أصواتا خافته وقد تختلف درجة الإمكانيات لدى العلماء علما وثقافة وقدرة على القول وعجزا عنه إتاحة فرصة أو حرمانا منها ... وعلى كل تقدير كان المرء لا يسعه إلا أن يشعر بأنه كان ينبغي أن يكون للعلماء دور أكبر وصوت أعلى ومكانة أسمى.
وأحسب أن من أسباب النكبات التي يعاني منها العالم الإسلامي اليوم وقبل اليوم إبعاد العلماء عن مجالاتهم وابتعادهم هم, وأن التصور الخاطئ الذي بحصر مسؤوليتهم في نواح محددة لا يجوز لهم أن يتخطوها كان من عوامل الضعف والتدهور في كيان العالم الإسلامي.
ونحن اليوم في حاجة إلى صوت جهير من قبل العلماء يصدع بالحق بلا مواربة, ويدعو إلى الله على بصيرة ويشارك في التوجيه مشاركة طليعية وفق ما يقتضيه الدين وتوجبه الشريعة السمحاء.