وإن مما يؤسف ما يؤسف له أن يقبع العلماء أو يراد لهم ذلك في زوايا النسيان, وفي بعض البلدان العربية والإسلامية يغفل العلماء فلا يكاد لهم ذكر في الصحافة والإذاعة ... ولا ينالون من الإشادة والتقدير في وسائل الإعلام معشار ما يكال لأتفه المغنين من مديح وما تردده من إشادة بأدنى لاعب كورة ... وهذه ظاهرة محزنة إن لم نقل إنه تخطيط ماكر ... إن البلدان النصرانية مع ما انحدرت إليه من فوضى وانحطاط لم تصل إلى هذا الحضيض فما برحت تفاخر بعلماء الدين لديها وتحترم أراءهم.
نصيحة الماكرين
وتحت هذا العنوان نشرت مجلة التربية الإسلامية العراقية تعليقا للأستاذ معاذ عبد المجيد عن فرية خطيرة تحكيها أجهزة الإعلام البريطانية يقول فيه:
قالت إذاعة لندن يوم مساء ١٩ آب ١٩٦٨ في برنامجها (الشئون العربية في الصحافة البريطانية) نقلا عن جريدة لندنية:-
"على العرب حينما يريدون التخلص من أثار النكسة أن يصلحوا أنفسهم, والإصلاح ينبغي أن يكون جذريا, والإصلاح الجذري لا يأتي إلاّ عن طريق تجريد العرب عن الإسلام, وعلمنتها كما فعل أتاتورك من قبل في تركيا, وهناك فئة وحيدة (....) تستطيع أن تفعل ذلك".
استفيقوا يا عرب.. فالمستعمرون الكافرون يدعونكم إلى النجاة والإصلاح! , ويجعلون لها سبلا تسلكونها ... أنهم يدعونكم لتنبذوا عقيدتكم وراءكم ظهريا, إنهم عرفوها قوة لو صبت على الصخرة لانبجست منها الحياة, ووجدوا فيها حيوية لو سقيت بها الفيافي لانقلبت جنات عدن وحقولا خضراء, فإنهم ليعلمون علم اليقين أنكم لو نهجتم نهجا لكان كفيلا بأن تتهاوى الأفكار الباطلة إلى واد سحيق وينقلب الأبطال المستأسدون أقزاما يبعث بها الصبيان والولدان, ومن ثم بعد ذلك لا جبن ولا وجل ولا إسرائيل.