وجدير بالذكر أن معظم هذه الخسائر حدثت قبل أن اتحد زعماء المسلمين في الفلبين، وبعد اتحادهم استطاع المسلمون المقاتلون - بصبرهم وشجاعتهم وإيمانهم - أن ينتصروا في كثير من المعارك التي نشبت بينهم وبين الجيش الفلبيني, كما استطاعوا أن يقتلوا عشرات مقابل شهيد واحد من المسلمين، وأيضا فقد أسقطوا اثنين من طائرات الهليكوبتر, ودمّروا بعض دبابات الجيوش التي استعملوها في الهجوم على المسلمين.
هذا وبالرغم من انتصارهم في كثير من المعارك التي دارت بينهم وبين الأعداء بعد اتحاد زعمائهم بالرغم من ذلك كله فإنهم بحاجة ماسة إلى المال والسلاح والذخيرة.
وقد اكتشف أن تخطيط الأعداء الأخير هو إجلاء المسلمين من المناطق النائية المحيطة بمراكز المسلمين حتى إذا لجأوا كلهم إلى تلك المراكز تمكن الأعداء من جمع قواهم فيسهل عليهم القضاء على المسلمين في وقت قليل.
وقد بدأت قوات الحكومة بالهجوم على أكبر مراكز المسلمين وهو مدينة (ماراوي) عاصمة (لاناو الجنوبي) بعد أن أعلن الرئيس ماركوس الأحكام العرفية، ذلك أن الحكومة أنذرت المسلمين في تلك المنطقة في شهر رمضان الماضي في هذه السنة ١٣٩٢ أن يسلّموا أسلحتهم, وإلا فالجيوش سينطلقون على منازل المسلمين لقبض أسلحتهم، وقد حددت الحكومة وقت تسليم الأسلحة، وقبل هذا الموعد تقدم المسلمون إلى مهاجمة جيش الحكومة في معسكراتهم (كامف كيتلى) , واستطاعوا في أول هجومهم الاستيلاء على تلك المعسكرات, وأحرقوا اثنين من ثكنات الجنود وإذاعة واحدة للحكومة, ثم هرب من في المعسكرات من الجيوش، ولم تلبث ساعات حتى جاء المدد من جيوش الحكومة قادمين من (اليغان لاناو الشمالي) فحملوا على المسلمين في معسكرات الجيوش, ودار بينهم قتال عنيف خلال ٢٤ ساعة، وقد استطاعت الجيوش استعادة معسكراتهم لكثرتهم وقوتهم.