٣- أخذ راحتها بعض الوقت وتهيؤها لاستقبال زوجها وتجملها له وإعداد نفسها إعداداً يدخل على زوجها الراحة والطمأنينة بما يجد من ميل لها ورغبة في اجتماعه بها في أوقات فراغه لأن الرجل يتعب خارج البيت في الأعمال المنوطة به ليحصل على المال الذي ينفقه على أهله من مأكل وملبس ومسكن وغير ذلك من الاحتياجات.
فينبغي أن تستقبله المرأة في بيتها بما يريحه ويدخل عليه السرور ولا يتأتى لها ذلك إذا لم تستقر في البيت بل تذهب للعمل خارجه لأنها سترجع إلى البيت من عملها عندما يرجع زوجها وستكون متعبة مثله في حاجة إلى الراحة وليست مستعدة للقيام بحقه كما لو كانت باقية في البيت وربما رجعت قبل رجوعه فأخذها النوم، فيأتي الرجل وهي نائمة وربما سبقها إلى البيت فتأتي وهو نائم، ويقوم من نومه في وقت عمله فيذهب قبل أن تستيقظ هي وهكذا لا يذوق كل منهما من الآخر طعم الزوجية، هذا إذا كانت وظيفتها في بلد واحد، أما إذا كانت وظيفة أحدهما في بلد ووظيفة صاحبه في بلد آخر فقلما يلتقيان في السنة، وفي ذلك - فوق كونه يعرقل العلاقة الزوجية - خطر عظيم على المرأة والزوج جميعاً، لأنها ستختلط برجال أجانب، وتختلي بهم، وسينالون منها ما لا يناله زوجها كما أن الرجل سيختلط بنساء أخريات وينلن منه ما لا تناله الزوجة وبذلك يختل كيان الأسرة، ويتخلخل المجتمع وتنفك روابطه انفكاكاً كاملاً وما بالك بعد ذلك من تربية أولاد هذين الزوجين، أنهم سيرمون في محاضن من لا يهمه شأنهم وسيحصل من ذلك ما يحصل من سوء تغذية وتربية وغيرها.