اختلطت اللغة العربية - زمن الفتوح الإسلامية - بلغات أخرى في فارس والهند والشام ومصر وجنوب إفريقيا والأندلس لكنها احتفظت دائماً بفصاحتها ووحدتها وكيانها. ولم تكتف بذلك بل أزاحت جل اللغات التي كانت سائدة في تلك الأمصار وحلت محلها. أو نفخت فيها من روحها وطريقة تفكيرها.
ففي مصر حلت اللغة العربية مكان اليونانية والقبطية وفي زمن وجيز بعد الفتح العربي.
وفي الشام أزاحت لغة الضاد اللغة السريانية والكلدانية والنبطية تماماً، بل إن اللغة العربية دخلت إلى أوروبا نفسها حين فتح العرب الأندلس إذ لا يزال في اللغة الأسبانية وفي اللغة البرتغالية بقايا من الكلمات العربية ولم تعدم الإنجليزية والفرنسية والألمانية أثراً من آثار العربية من قريب أو من بعيد كما في كلمة (أدميرال) أي أمير البحر في العربية.
ومما لا جدال فيه أن اللغة العربية تحتل حتى الآن مكانة مرموقة بين اللغات الأخرى باعتبارها أضخم هذه اللغات ثروة وأكثرها أصواتاً وأغناها في المقاطع والحروف والتعبيرات.
وإذا قارنا بين اللغة العربية وبين اللغة الإنجليزية التي تسود الآن في أجزاء كثيرة من المعمورة والتي يدعونها اللغة العالمية الأولى نرى أن عدد أصوات العربية ثمان وعشرون حرفاً لا تكرار فيها بينما عدد أصوات اللغة الإنجليزية تقل بحرفين مع تكرار فيها بارز.
ولا يخفى على الكثيرين ما تتميز به اللغة العربية على غيرها من وجود حروف لأصوات قد لا توجد في غيرها مثال ذلك مخارج الحروف حاء، خاء، ضاد، طاء، ظاء، عين، غين، قاف.
لغتنا العربية، لغة كثيرة المترادفات متنوعة الأساليب والعبارات فيها الحقيقية والمجاز والتصريح والكناية وقد تم لها بحمد الله وبفضل الإسلام أن تتحول من لغة الأشعار إلى لغة الأفكار وأن تصبح لغة الشرع والعلم وأصبحت اللغة التي ترجم منها واليها المؤلفات العلمية والفلسفية والأدبية والتاريخية.