وما أصدق قول رشيد رضا:"لما كان الإسلام دين التوحيد ديناً عاماً لكل البشر وكان من مقاصده أن يؤلف بينهم فرض عليهم توحيد اللغة فخرجت هذه اللغة عن أن تكون لغة شعب واحد منهم. ولولا ذلك لم تؤثرها جميع الشعوب الإسلامية على لغاتها حتى عم انتشارها في المشرق والمغرب مع الإسلام".
ولا تزال اللغة الفارسية في إيران تكتب بالحروف العربية ولم تجد محاولات المستشرقين أذناً صاغية في إيران لكتابة الفارسية بحروف لاتينية بدلاً من الأبجدية العربية.
ونشطت الدعوة إلى اللغة العربية في شبه القارة الهندية فأنشئت الجمعيات والمدارس وظهرت المعاجم العربية والأردية. ويوجد بالباكستان والهند عدد كبير يجيد العربية ويستخدمها في الخطابة ويعرف أشعارها ويؤلف الكتب بها في الفقه والحديث والتفسير وغير ذلك بل ويدعو كثير من المفكرين في باكستان إلى اتخاذ اللغة العربية لغة قومية لباكستان باعتبارها لغة الدين الذي يدينون له بالولاء.
وعلى النقيض من ذلك نرى تركيا منذ انقلاب أتاتورك في عام ١٩٢٣ قد تخلصت من كل أثر للغة العربية في لغتها الطورانية وكتبت لغتها القومية بحروف لاتينية.
يقول أرنست رينان في كتابه تاريخ اللغات السامية:"من أغرب ما وقع في تاريخ البشر وصعب فهمه انتشار العربية. إذ أن هذه اللغة كانت مجهولة في البداية وبدأت تكتمل للغاية فجأة بسلاسة وغنى ظاهرين"، كما وصفها أيضاً بالكمال وبأنها ظهرت تامة مستحكمة.
واستطرد يقول:"إنه لم يمض على فتح العرب للأندلس أكثر من خمسين سنة حتى اضطر رجال الكنيسة لترجمة صلواتهم بالعربية ليفهمها أتباع المسيح".
ويقول مارجليوث:"اللغة العربية حياتها حقيقية، وهي إحدى لغات ثلاث سادت العالم الإنجليزية والإسبانية والعربية وتربو عليهما لأن بدايتها أقدم من كل تاريخ".