وإني أرى أن لغتنا العربية ليست أغنى لغات العالم فقط بل إن من دونوا كتبهم بها لا يقعون تحت حصر والعربية الفصحى ليست لغة ميتة كما قد يزعم بعض المستشرقين ولكنها حية بكل ما في الحياة من قوة ومعنى وليست اللهجات العامية في الأمصار العربية بلغات خاصة فهي لا تغنى عن الفصحى التي هي لغة القرآن ولغة الصلاة ولغة الكتابة في كل علم وفن.
وإذا قدر للعربية أن تعاود امتدادها في الأقطار الإسلامية باعتبارها لغة القرآن والصلاة فمما لا جدال أنها ستنتصر على الإنجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات الأوروبية التي ساعد الاستعمار على نشرها في أنحاء متباينة من المعمورة.
وقد سادت اللغة التركية منطقة العالم العربي قرنين ونصف من الزمن ومع ذلك لم تستطع القضاء على اللغة العربية أو إضعاف مكانتها ويرجع ذلك فيما يرجع إلى لين العربية ومرونتها وتكيفها مع كل الظروف. فاللغة العربية هي اللغة الرسمية بين جميع أصقاع شبه الجزيرة العربية وهي أداء التخاطب والكتابة في العراق والشام ومصر والسودان والمغرب العربي الكبير (ليبيا- تونس- الجزائر- المغرب) .
وسبق أن ذكرنا أنها اللغة التي يستخدمها مسلمو الهند والباكستان في صلواتهم وهي اللغة التي يستطيع بها العلماء في إيران وأفغانستان أن يدرسوا الحديث النبوي. وبالإضافة إلى ما تقدم فإن الحروف العربية لا تقل انتشاراً عن الحروف اللاتينية في العالم اليوم.
فهي تستخدم في كتابة اللغة الفارسية والهندوستانية ولغات (اليوشتو) والهوسا والأردية وغيرها من اللغات الشرقية ولا جدال في أن اللغة العربية من أعظم الينابيع التي يغترف منها العالم ثقافة وحضارة وعقيدة وتاريخاً. ويزداد عدد المتكلمين بها يوماً بعد يوم وتتسع دائرة انتشارها فهي لغة التخاطب في زنجبار وتنجانيقا وفي بلاد بعيدة كجزر الملايو، بل تدرس بكثير من المعاهد في أوربا نفسها في لندن وباريس وبرلين وليدن وغيرها.