لقد وهب الله لي أسباب القوة الضاربة، فكيف تريدني أن أعيش ضعيفاً؟! ووهب لي أسباب العزة والقعساء، فكيف تدعوني إلى الضعة والذل؟! ووهب لي أسباب النصر العزيز، فكيف أكتب على نفسي الهزيمة؟!
لقد خلقت أنت عطلاً من كل أولئك،ولكنك بالدهاء والمكيدة تريد أن تسلبينها جميعاً.
ما أعجبها من حياة حين أكون أنا من القاعدين، وتكون أنت الكاسب، وأعيش أنا مع العفاة المعترين، وتكون أنت السيد المطاع.
لقد أبعدت في الضلال أيها الفأر حين ظننت أن والدتي لو استقبلت من أمرها ما استدبرت لأجابت هذا الذي تدعوني إليه، لا أزال أذكر كلماتها الأخيرة، وقد أحاط بها الموت، وعصفت بها رياح المنية:"أي بني، إنه ليحزنني أن أموت تاركاً ورائي أعداء كثيرين، ذوي دهاء ومكيدة، وإني لأخشى عليك أن تصبح في هذا البيت غريباً ضعيفاً عاجزاً، تهزم وفيك أسباب القوة، وتذل وطريق العزة أمام عينيك واضح مستقيم، انهج نهج آبائك الأولين تعز وتبر، والاف"وألف نفسي! لم يمهلها الموت حتى تتم ما تريد، ولكنني فهمت الفهم كله ما الذي كانت تعني، وأي شيء كانت تود أن تقول.
كانت تود أن تقول إذا لم تحافظ على قطيتك، ولم تعمل بما تؤمن به القطط، ضعت في عالم الحيوان، وحقرتك جميع الخلائق، وخسرت ما ورثته عن أجدادك الأولين من مآثر عظيمة، ومغانم كثيرة، وحسن أحدوثة لا تزال تتناقلها الألسنة، ويرويها التاريخ.