وقوله "إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار" تعليل لما وصفوا به من شرف العبودية. والباء في قوله"بخالصة "للتعدية إن كان أخلصناهم بمعنى خصصناهم وللتعليل إن كان أخلصناهم بمعنى جعلناهم خالصين. والتنوين في خالصة للتفخيم، ومن قرأ "بخالصة"بالتنوين فذكرى بدل منه أو خبر لمبتدأ محذوف أي هي ذكرى. ومن قرأ بغير تنوين فيخرج على أن خالصة مصدر بمعنى إخلاص فيكون مصدرا مضافا لمفعوله. وذكرى كذلك مصدر مضاف لمفعوله و"أل"في الدار للعهد أي الدار الآخرة للإشعار بأنها الدار الحقيقية. وقوله "وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار"معطوف على الجملة التي قبله لتأكيد مضمونها. وقوله "عندنا "من صلة الخبر الذي هو متعلق الجار والمجرور. وقوله:"واذكر إسماعيل"عطف لاذكر على "اذكر عبادنا"، وخص إسماعيل بالذكر ولم يعطفه على أبيه وأخيه وابن أخيه اعتناء بشأنه من حيث إن جميع بنيه من العرب لا يشارك العرب فيه غيرهم، وإشادة بذكره الذي حاول اليهود قبحهم الله إخفاءه إذ حذفوا من التوراة تاريخه، ولم يبقوا من ذكره سوى ولادته وإبعاده وهو صغير إلى برية فاران. كل هذا لحقدهم على العرب وعصبيتهم لبني إسرائيل. واللام في "اليسع"زائدة لازمة لمقارنتها للوضع ولا ينافي هذا كونه غير عربي فإنها قد لزمت في تعض الأعلام الأعجمية كالإسكندر وقد لحّن التبريزي من قال اسكندر بلا لام. وقيل هو اسم عربي منقول من يسع مضارع وسع و"أل "فيه للمح الأصل.
ولا أستبعد هذا لتداخل اللغات وعدم ضبط تاريخ استعمال اللفظ. وأما من قرأ "الليسع"فقيل هو كذلك علم أعجمي دخلت عليه اللام. وقيل أصله ليسع كفيعل من اللسع دخلت عليه "أل"للمح أصله. والتنوين في قوله "وكل من الأخيار"عوض عن المضاف إليه والتقدير وكل المذكورين من الأخيار.