للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى ابن النديم: قال أبو معشر في كتابه (اختلاف الزيجات) : "إن ملوك الفرس بلغ من عنايتهم بصيانة العلوم وحرصهم على بقائها على وجه الدهر أن اختاروا لها من المكاتب أصبرها على الأحداث وأبقاها على الدهر"ولقد كنت هذه الكتب التي تحدث عنها ابن النديم وبركلمان المستشرق الألماني أساساً لكتب تنقل إلى العربية منذ العصر الأموي.

ولعل فيما سبق بيانه من اهتمام الإسلام عقيدة وشريعة بالكتابة والتعلم واهتمام المسلمين منذ مطلع الوحي بالعلم والعلماء ما يدحض الفرية الشهيرة التي لا زال يرددها بعض المستشرقين والحانقين على الإسلام من أن الخليفة العادل عمر بن الخطاب قد أمر بحرق مكتبة الإسكندرية عند الفتح العربي لمصر. على أن الثقاة من كتّاب التاريخ كالمقريزي والطبري وابن الأثير قد دحضوا هذه الفرية بما فيه الكفاية كما شاركهم في ذلك لفيف من كتّاب التاريخ الأجانب منهم بارسون في كتابه (تاريخ مكتبة الإسكندرية) .

Parson: History of Alexandrian Library.

ازدهار المكتبات الإسلامية:

ولقد اتسعت المكتبات في العصر العباسي حتى إن هذا العصر يعد بحق عصر الموسوعات العلمية والمكتبات الإسلامية ولقد ساعد على ذلك اتساع حركة التأليف والترجمة وتقدم صناعة الورق التي هي أساس صناعة الكتاب ومن أشهر مكتبات ذلك العصر.

خزانة الحكمة أو بيت الحكمة في بغداد:

ولكن هل كانت مكتبة فقط أم مكتبة ومعهداً ومرصداً؟ وأين مكانها؟ وهل أنشأها الرشيد أو المأمون؟ ومنها نظامها؟ وماذا كان بها من أعمال؟

الغالب أن الرشيد هو الذي أنشأ هذه المكتبة وجمع إليها ما كان قد نقل إلى العربية من كتب علمية وطبية وغيرها بالإضافة إلى ما ألف وصنف في العلوم الإسلامية مع ما سعى إليه يحيي بن خالد في جمعه من كتب الهند وما وقع للرشيد من كتب الروم في أنقره وغيرها من الأمصار.