ولا تزال أكثر المكتبات في البلاد العربية والإسلامية في أشد الحاجة إلى العناية بما لديها من مخطوطات إذا استثنينا منها دار الكتب المصرية والمكتبة الظاهرية في دمشق.
ولعل في إنشاء معهد إحياء المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية ما يمكن في المدى القريب - إن شاء الله - من حفظ التراث العربي من الضياع وعسى أن يتمكن هذا المعهد من نقل صور لكل المخطوطات التي خرجت من أيدينا ورحلت إلى المكتبات الأوروبية، ونحن نعلم أن في هذا المعهد الآن خبراء متخصصين في أيديهم الوسائل والأدوات الحديثة التي تساعدهم في أداء مهمتهم ولكني أطالب بالمزيد من الخبراء والعاملين والمزيد من الدعم المالي ليتمكن المعهد من أداء دوره الخطير في حفظ التراث الإسلامي.
ومع بداية النصف الثاني من القرن العشرين بدأ العرب يحاربون التخلف ويستعيدون ما كان لهم من حضارة أو هكذا هم يحاولون وقد أصبح عندنا في جميع البلاد العربية مكتبات كثيرة من حيث العدد فعندنا مكتبات عامة ومكتبات للوزارات والجامعات والمجامع العلمية والمدرسية. . . الخ. ولكن علينا أن نحدد بالضبط ماهية المكتبة في العصر الحديث.
معنى كلمة مكتبة:
كلمة مكتبة لا تحمل في الواقع معنىً محدداً فهي قد تطلق على أي مجموعة من الكتب كما تستخدم عند الناشرين وبائعي الكتب وإنما مفهوم المكتبة كما نرجوه ونبتغيه هو أن المكتبة "مجموعة من الكتب هيئت لها كل الظروف لكي تحدث ما يمكن أن تحدثه من أثر"ويفهم من هذا أن الكتب التي لا تستعمل استعمالاً كاملاً والتي لم ترتب ترتيباً مدروساً والتي لم تفهرس فهرسة شاملة والتي لا تلقى مجهوداً إيجابياً لتنشيط استعمالها ليست في الحقيقة سوى مكتبات ميتة.