ولعلنا لا نختلف في أن قيمة الكتاب هي في استعماله والانتفاع به وعليه فأي كتاب لا يستعمل ولا ينتفع به يعتبر هملاً وسقطاً، فإذا قلنا إنه كتاب نادر فمن الطبيعي في تلك الحالة أن يكون مكانه المتحف لا المكتبة.
موقع أمين المكتبة من الخدمة المكتبية:
على أن معرفة أمين المكتبة أو مديرها المسئول بالكتب والمطبوعات ومصادر البحث وأدواته وطرقه معرفة شاملة في أكثر من ناحية من نواحي المعرفة الإنسانية أمر مرغوب ومطلوب هذا بالإضافة إلى تمرسه بأساليب الإعداد والتنظيم في النطاق العلمي التطبيقي لسلسلة من الإجراءات الفنية مثل اختيار الكتب وفهرسها وتصنيفها وإعارتها واستردادها وخدمة المراجع والإرشاد والبحث. . . الخ.
فنحن نريد لأمين المكتبة في عالمنا العربي أن يكون رجل إدارة يحسن توزيع المسئوليات وتقسيم الاختصاصات واختيار المساعدين وتولي عمليات الشراء بالنسبة للكتب والمواد العلمية ووضع اللوائح للمكتبات وتدبير وسائل التعاون مع المكتبات الأخرى.
ونريده في نفس الوقت رجل دعوة وإرشاد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، نريده رجل تعليم وتوجيه يدعو المترددين على المكتبة فيستجيبون له يجمعهم في مكتبه فيناقشون ويبحثون ويدفعهم إلى أن يقرؤون ويتعلموا مع حرص منه على رفع مستوياتهم ودفع حصيلة الفكر والثقافة في محيطه نحو آفاق أوسع وأصلح.
نواحي النقص الرئيسية في المكتبات العربية:
على أن المكتبات في عالمنا العربي لا تزال تقوم بدور ثانوي بالنسبة لغيرها من المؤسسات رغم أنه يمكن لها أن تكون السند الواقي لكل نهضة مرتقبة أو تقدم منشود. وتعاني هذه المكتبات من نواحي نقص رئيسية تمثل عقبة كئودا أمام مستقبلها وتقدمها من ذلك:
١- انعدام الإشراف على جميع المكتبات مع وجود وحدات لمكتبات صغيرة وقليلة وغير مترابطة.