لهذه الأسباب مجتمعة رغبت في إقبال والحديث عنه, ولا بد لي من الإشارة أولا وقبل كل شيء إلى أن ما كتب عن إقبال في العربية وما ترجم له من شعر لا يتناسب مع عظمة شخصيته وسلاسة شعره وكثرته, فأنا إذن لن أحدثكم على مميزات شعره ودقيق فلسفته؛ لأن ما ترجم له لا يكفي ذلك, ولكني سأقبس لكم من سيرته قبسات لتعيشوا معه لحظات.
حياته:
ولد شاعرنا العظيم في بلدة (سيالكوت) في إقليم البنجاب من الهند عام ثلاثة وسبعين وثمانمائة وألف, وفتح عينه على أنهار الجارية التي تنحدر عبر التلال الجميلة, حاملة في خريرها وتدافع أمواجها قصة الأزل, وسنة الأبد, ودرج إقبال على تلك السهول والسفوح بين الخمائل وتحت الظلال يستمتع بجمال بلاده وسحر طبيعتها.
وينتمي شاعرنا إلى سلالة وثنية برهمية, كانت تعيش في كشمير, غير أن الإسلام غزا قلوب هؤلاء البراهمة, فكان منهم والد الشاعر.