للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما الكفر فهو الآخر بما في طبيعته من طغيان يعمل على محاربة الإسلام وملاحقته والصد عنه ما واتته الفرصة من ليل أو نهار، وقد ظهر إصرار الكفر على محاربة الإسلام ومحاولات رد المسلمين عن دينهم في ظاهرتين اثنتين:

الظاهرة الأولى: مسارعة رؤوس الكفر وأئمة الضلال في قوم كل نبي يرسله الله - تعالى - للوقوف في وجه نبيهم - عليه الصلاة والسلام - والصد عن دين الله - تعالى - وفتنة المؤمنين به.

الظاهرة الثانية: مسارعة المعسكرات الجاهلية لنقض عهودها مع المسلمين حالما تلوح لهم فرصة ضعف المسلمين وعجزهم عن تأديب ناقضي العهد معهم.

وهكذا نجد أن كلاً من الإسلام والكفر يعمل بإصرار على إزالة الآخر من العقول والضمائر والقلوب ومن حياة الناس وأوضاعهم وأنظمتهم، لأنه لا يوجد أحدهما إلا حيث يخسر الآخر وينسحب، ولا وجود لأحدهما إلا على حساب الآخر، وأن بداية أحدهما في عقل أو ضمير أو قلب، أو وضع أو نظام أو مكان هي بداية النهاية للآخر..

قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (الأنفال:٣٩) .

وقال تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} (التوبة: ٣٦) .

وقال تعالى: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة: ٢١٧) .