للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هذه الأمور: انه يمكننا من فهم طبيعة الجهاد في سبيل الله- تعالى - وبواعث المجاهدين من سلفنا الصالح ولماذا كانوا لا يقتلون إلا المقاتلين الذين لا يرمون السلاح وهو يمكننا من فهم أسباب الحروب الطويلة التي شنتها المعسكرات الجاهلية على المسلمين في كل مكان غلب فيه المسلمون على أمرهم، وكذلك لماذا كانت حروبهم معنا ولنا حرب إبادة واستئصال؟ ‍

وهو يمكننا من فهم أسرار الطغيان وعمليات السحق الوحشية لشباب المسلمين والفتك بعلمائهم وقادة فكرهم على أيدي الأنظمة الجاهلية وأوضاعها، ومطاردتهم وتشريدهم؟ ‍‍‍‍‍!

وهو يمكننا كذلك من فهم الصمت المطبق في وسائل الإعلام العالمية حين تكون الضحية مسلمة والقضية إسلامية، والضجة الكبرى حين يوجه إيذاء لغير المسلمين أو يمنعون من ممارسة شعائرهم أو نشاطاتهم؟ [٤]

كما أنه يمكننا من إدراك حقيقة العلاقة التي قامت عبر التاريخ وتقوم الآن بيننا وبين المعسكر النصراني الصليبي هو أحد معسكرات الكفر، ومن ثم فعلاقته بنا إذن تنبثق من العداء الأصيل بين الحق وأهله وبين الباطل وأهله، وأن كل ما بين الإسلام والكفر من عداء وإصرار كل منهما على ملاحقة الآخر وتعقب آثاره لتصفيته من دنيا الناس وواقعهم وقلوبهم وضمائرهم هو قائم بين المؤمنين المسلمين وبين المعسكر النصراني الصليبي.

قال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: ٢٩) .

وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (البقرة: ١٢٠)

وهذا ما ترجمه الواقع التاريخي طوال الأربعة عشر قرناً من الزمان..