ولقد علمت، وتأكدت أن جلالة الفيصل العظيم حفظه الله تعالى ورعاه قد وضع حجر الأساس في العام المنصرم للمكتبة الإسلامية العظيمة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وسميت بمكتبة جلالة الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تغمده الله برحمته، ورضوانه. فلتكن هذه المكتبة هي التي تخدم رواد الثقافة الإسلامية من كل مكان ولتجمع إلى جنباتها من أندر المخطوطات الإسلامية وغيرها وبذلك تكون أعظم مكتبة في الدنيا كلها لما لها من أهمية بالغة في العالم كله من ناحية الموقع الجغرافي ومن ناحية المادة العلمية التي اشتملت عليها، وأخبرك يا بني عن بعض المكتبات الإسلامية التي تعمل ليلاً ونهاراً في خدمة العلم - كمكتبة دار الكتب المصرية التي أقامها رجل بارز في بداية القرن الحالي وهو علي بن المبارك الباشا أحد الوزراء المصريين بالقاهرة ولا شك أنها مكتبة كبيرة يقال: أن فيها تسعين ألفاً من أندر المخطوطات زيادة على ما فيها من المطبوعات، وتملك هذه المكتبة أعظم مطبعة عصرية في الوقت الحاضر تطبع فيها الكتب القيمة وهناك مكتبات أخرى وإن كانت أقل مستوى من دار الكتب المصرية، وفي دمشق الشام توجد مكتبة كبيرة وهي مكتبة دار الكتب الظاهرية أقامها الملك العادل ظاهر بيبرس في القرن السابع ولا تزال تقدم خدمة كبيرة للعلم والثقافة. وفي تركيا الإسلامية عدة مكتبات أثرية كمكتبة أحمد الثالث باستنبول، وآيا صوفيا، ومكتبة ملا مراد إلا أن إمكانيات أصحابها محدودة جداً بمكة المكرمة عاصمة الإسلام الأولى مكتبة وهي مكتبة مثالية في المملكة العربية السعودية ولم أجد لها نظيراً في سائر المكتبات التي زرتها وإن كانت صغيرة في حجمها بالنسبة للمكتبات المشار إليها إلا أن الخدمة العلمية فيها ممتازة للغاية، حبذا لو كان النظام في سائر المكتبات العالمية كنظامها لكان خيراً كبيراً من حيث تنول المراجع والمصادر بسهولة، ويسر، زيادة على ما تهيئ هذه المكتبة