للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

وإن يثرب حرام جوفُها لأهل هذه الصحيفة.

وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.

وإنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.

وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره [٢٢] .

وإنه لاتجار قريش ولا من نصرها.

وإن بينهم النصر على من دهم يثرب.

وإن دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه، فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وإنهم إذا دُعوا إلى مثل ذلك، فإن لهم على المؤمنين، إلا من حارب في الدين، على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.

وإن يهود الأوس، مواليهم وأنفسهم، على مثل ما لأهل هذه الصحيفة، مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة.

وإنه البر دون الإثم، لا يكسب كاسب إلا على نفسه.

وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.

وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم، وإنه من خرج آمن، ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم أو أثِم.

وإن الله جار لمن بَرّ واتقى، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم" [٢٣] .

إن هذه المعاهدة إذ عقدت كانت مصلحة الدعوة في الظروف المواجهة تقتضي عقدها، وليس معنى ذلك أن العلاقة بين المسلمين وغيرهم أضحت علاقة معاهدات، وعلاقة حبر على ورق، بل الواقع أن هذه العلاقة بقيت كما كانت (علاقة دعوة) ، وقد عقدت هذه المعاهدة، لأن مصلحة الدعوة - كما قلنا - كانت تقتضيها.

ولما أن تبدلت الظروف بخيانة اليهود، ونقضهم المعاهدة، وأصبحت مصلحة الدعوة - وهي المصلحة الحقيقية للبشر قاطبة - تتطلب الحرب حاربهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأجلى بني قينقاع في السنة الثانية للهجرة، وأجلى بني النضير في السنة الرابعة، وكان ما كان من أمر بني قريظة بعد غزوة الأحزاب في السنة الخامسة.