للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه الآيات تهدف وتقصد إقرار حقيقة ثابتة غالية جعلها الله نورا في قلوبنا وهداية في حياتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. فالآيات المباركات تذكر أن الرجال أصناف ثلاثة: الصنف الأول [٢] منهم عرف الله في جلاله وعلو قدره وسعة رحمته ومحكم تدبيره وصنعه؛ فأقبل عليه وهرع إليه ولم يفتح عينيه متعرفا إلى سواه، ولم يحرك شفتيه سئلا غيره، بل طرق بابه وعلق قلبه به وحده سبحانه وتعالى، فحصر العبادة فيه وحده ولم يصرفها إلى غيره كائنا من كان، فكان بذلك أهلا للفوز بهداية الله والسعادة في الدنيا وفي الآخرة بمجاورة ومساكنة الأصفياء العباد من النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.