العالم الإسلامي اليوم مشغول البال تماماً بالخطر الإسرائيلي وقضية فلسطين، ولا ريب أنها قضية ذات شأن كبير ويتوقف بقاء المسلمين عامة والدول العربية خاصة على حل هذه القضية على نحو مرض ومع هذا ليس من الصواب أن نرى مشكلة كشمير بتقدير بخس، سياسة الهند للتوسع الإقليمي ليست أقل من الاستعمار الصيهوني تهديداً وقساوة وإتلافاً، والواقع أن كليهما، الهند وإسرائيل، من وكلاء الاستعمار وهما يطمحان إلى التخلص من العالم الإسلامي والتغلب عليه، فإسرائيل تحلم باغتصاب البلاد العربية والهند تحلم لتجديد الإمبراطورية الهندوسية التي يعتقد الهندوس أنها كانت تتسع ما بين إندونيسيا وإيران قبل بضعة آلاف من السنين، ثم من مميزات دبلوماسية الهند وهي تلتقي مع مزايا دبلوماسية الصهيونية، هي الدعوة إلى السلام كذباً وزوراً ثم اللجوء إلى العدوان المسلح.
وكذلك من أبرز وجوه التشابه بين هاتين العميلتين للاستعمار الغربي، هو عدولهما عن الإيفاء بالمواثيق، وكم من عهود واتفاقيات نكثتها الهند أن إسرائيل لا تزال تنكث مواثيقها فليس عند الهندوس واليهود أي إجلال واحترام للعهود، فهم كلما عاهدوا عهداً نبذوه وراء ظهورهم.
والهند تنتفع بفترة راحة فازت بها من وقف إطلاق النار انتفاعاً تاماً، فهي من ناحية تشيد قوتها العسكرية لتأبيد احتلالها في كشمير المحتلة ومن ناحية أخرى هي تعمل لتصيير الأكثرية المسلمة إلى أقلية وهذه تارة بالاعتناق وتارة بالطرد.
الهند بدأت عملاً نظامياً وحملة عنيفة لتحقيق هذا الهدف المشؤوم فمئات من الأسرات تقصى وتشتت من حين إلى حين بمن وطنهم كشمير المحتلة إلى جانب آخر من التختم أي إلى المنطقة المحررة من كشمير.