في يوم الثلاثاء الموافق الثالث عشر من شهر ربيع الأول عام ١٣٩٥هـ الموافق الخامس والعشرين من شهر مارس ١٩٧٥م الموافق الثالث من الحمل ١٣٥٣ ش انتقل إلى رحمة الله جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وإمام المسلمين وخادم الحرمين الشريفين وهو في سن الحادية والسبعين من عمره غفر الله له ورحمه وقد خسر المسلمون بموته ذلك الفيصل العظيم والقائد المظفر والرجل الدءوب على مصالح المسلمين وقد كان لوفاته الأثر البالغ في النفوس لا في مملكته وحدها ولا في العالم الإسلامي فحسب بل في العالم أجمع وذلك لما يتمتع به رحمه الله من خصال لا تجتمع إلا في النادر من الرجال فمن قوة عزيمته إلى تواضع جم إلى حنكة وطول تجارب إلى تحمس للدعوة إلى الله إلى اهتمام بالغ بتضامن المسلمين إلى غير ذلك من صفات حسنة وأخلاق كريمة، فقد فجع بنبأ موته الخاص والعام وبكاه الصغير والكبير وسمعت النبأ المحزن بوفاته وأنا عند أحد الأصدقاء بمدينة الرياض وكنا نسمع بكاء أطفاله من داخل المنزل حين سمعوا بوفاته رحمه الله وخرجت مدينة الرياض عن بكرة أبيها للمصلى للصلاة عليه وامتلأت الشوارع وانسدت الطرق بين المصلى والمقبرة، وهذه المودة الصادقة والمحبة الشديدة التي تمكنها له رعيته تذكر بالحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم" الحديث. . . وستظل هذه المحبة لجلالة الملك فيصل رحمه الله باقية بإذن الله في قلوب المسلمين وسيظل ذكره بالخير جاريا على ألسنتهم وسيلهجون بالدعاء له باستمرار بالمغفرة والرحمة وأن يجزيه الله الجزاء الأوفى على ما بذله من جهود عظيمة في سبيل إعلاء كلمة الله وإظهار دينه ونشر شيعته.