وكان انتقاله من هذه الدار إلى الدار الآخرة على إثر اعتداء يد أثيمة امتدت إليه خلسة وهو يواصل عمله ضحوة في مكتبه بمجلس الوزراء وقد شاء الله أن يكون رحمه عاملاً حتى اللحظة التي فارق فيها الحياة وأن تكون كيفية مفارقته الحياة على نحو الكيفية التي فارق الحياة فيها الخلفاء الراشدون: عمر ابن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، إذ فارقوا الحياة الدنيا على أثر اعتداء أيد أثيمة امتدت إليهم وكان رحمه الله يتمنى الشهادة في سبيل الله ونرجو أن يكون قد نالها، قال رحمه الله في خطبته التي ألقاها في موسم الحج عام ١٣٨٨هـ - وهو يتحدث عن تحرير المسجد الأقصى-:
"أيها الإخوة المسلمون:
نريدها غضبة ونهضة إسلامية لا تدخلها قومية ولا عنصرية ولا حزبية إنما دعوة إسلامية دعوة إلى الجهاد في سبيل الله، في سبيل ديننا وعقيدتنا دفاعاً عن مقدساتنا وحرماتنا وأرجو الله سبحانه وتعالى أنه إذا كتب لي الموت أن يكتب لي الموت شهيداً في سبيل الله.
إخواني: أرجو أن تعذروني إذا ارتج عليّ فإنني حينما أتذكر حرمنا الشريف ومقدساتنا تنتهك وتستباح وتمثل فيها المفاسد والمعاصي والانحلال الخلقي فإنني أدعو الله إذا لم يكتب لنا الجهاد لتخليص هذه المقدسات أن لا يبقيني لحظة واحدة على قيد الحياة".