للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول: أرجو أن يكون قد نال الشهادة التي تمناها فقد كانت حياته رحمه الله حياة جهاد وعمل متواصل في سبيل الله والشهادة ليست مقصورة على شهيد المعركة بين المسلمين والكفار فقد ثبت في صحيح البخاري أن عمر وعثمان رضي الله عنهما شهيدان فأخرج في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: "أثبت أحد فإن عليك نبي وصديق وشهيدان". . . وأخرج البخاري في صحيحه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم"، ولم يكن موت عمر وعثمان رضي الله عنهما في معارك بين المسلمين والكفار وإنما كان باعتداء أيد أثيمة على كل منهما رضي الله عنهما وأرضاهما وقد عقد الإمام النووي رحمه الله باباً في كتابه رياض الصالحين قال فيه: "باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الآخرة ويغسلون ويصلى عليهم بخلاف القتيل في حرب الكفار"وأورد في هذا الباب خمسة أحاديث تشتمل على أصناف وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم شهداء فيهم من قتل في سبيل الله ومن مات في سبيل الله ومن قتل دون ماله ومن قتل دون دمه ومن قتل دون دينه ومن قتل دون أهله والمطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم.

ومنذ انتقاله رحمه الله إلى جوار ربه تسلم قيادة السفينة من بعده الرجل المؤمن المتواضع ذو السجايا الحسنة والأخلاق الفاضلة جلالة الملك خالد بن عبد العزيز يشد أزره ولي عهده سمو الأمير فهد بن عبد العزيز وإخوانهم الكرام فسارت والحمد لله إلى بر النجاة وشاطئ السلامة باسم الله مجراها ومرساها.

وأسأل الله تعالى أن يسدد خطاهم وأن يعينهم على كل خير وأن يعز بهم الإسلام ويرفع شأن المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه. . .

صفحة مشرقة في حاضر العالم الإسلامي