قال:"والمعمول الذي فيه ما يضر حرام باتفاق العلماء كما قاله أبو العباس ابن تيمية الحنبلي والشيخ بدر الدين الزركشي الشافعي رحمهما الله تعالى وكل منهما صنف في ذلك مصنفاً وصرحا بالتحريم فيحرم تناول هذه الأشياء ويفسق آكلهما وترد شهادته قياساً على الخمر إذ تصد عن ذكر الله وعن الصلاة بل تزيد بتغير العقل بالمداومة عليها كما شوهد ذلك في المتعاطين لأكلها", قلت: وقفت على مصنف الإمام الزركشي في ذلك وفيه جمل من الفوائد فأحببت تلخيص بعض فوائده هنا لتكمل الفائدة.
قال:"ذكر بعضهم أنه جمع في الحشيش مائة وعشرين مضرة دينية ودنيوية ونقل عن بعض الأئمة كل ما في الخمر من المذمومات موجود في الحشيش وزيادة فهي تشارك الخمر في الإسكار وفساد الفكر ونسيان الذكر وإنساء السرور وإنشاء الشرور وذهاب الحيا وكثرة الخنا وعدم المروءة وكشف العورة وإتلاف الكيس ومجالسة إبليس وترك الصلاة والوقوع في المحرمات هذا بعض ضررها في الدين, أما في البدن فتفسد العقل وتقطع النسل وتولد الجذام وتورث البرص وتجلب الأسقام وتكسب الرعشة وتجفف المنى وتسقط شعر الأجفان وتحرق الدم وتحفر الأسنان وتظهر الداء الخفي وتضمر الأحشاء وتبطل الأعضاء وتضيق النفس وتقوي الهوى وتصفر اللون وتسود الأسنان وتفت الكبد، وتهيج المعدة وتولد في الفم البخر وفي العين الغشاوة وقلة النظر وفي المخيلة كثرة الفكر ثم ذكر غير ذلك من أوصافها المذمومة وذكر أن الصواب أنها مسكرة وأنه يجب الحد فيها". قلت: التحقيق أنها مخدرة وما ذكره من وجوب الحد مخالف لما جرى عليه إماماه ومحرراه ومنقحاه الرافعي والنووي فإنهما صرحا بوجوب التعزير لا الحد فهو المعتمد ثم ذكر عن النووي أنه قال في الحشيشة "إنها مسكرة وليست بنجسة". ويؤيده أن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد فيما كتبه على فروع ابن الحاجب قطع بأنها طاهرة وحكى الإجماع عليه.