وتنازع الفقهاء في نجاستها؟ على ثلاثة أقوال (أحدها) أنها ليست نجسة, (والثاني) أن مائعها نجس، وأن جامدها طاهر, و (الثالث) وهو الصحيح أنها نجسة كالخمر، فهذه تشبه العذرة، وذلك يشبه البول، وكلاهما من الخبائث التي حرمها الله ورسوله ومن ظهر منه أكل الحشيشة فهو بمنزلة من ظهر منه شرب الخمر، وشر منه من بعض الوجوه، ويهجر، ويعاقب على ذلك، كما يعاقب هذا، الوعيد الوارد في الخمر مثل قوله صلى الله عليه وسلم:"لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وحاملها، وآكل ثمنها", ومثل قوله:"من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين يوماً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد وشربها لم يقبل الله له صلاة أربعين يوماً فإن تاب تاب الله عليه، وإن عاد فشربها لم يقبل الله له صلاة أربعين يوماً فإن تاب تاب الله عليه، وإن عاد فشربها في الثالثة أو الرابعة كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال، وهي عصارة أهل النار", وقد ثبت عنه في الصحيح صلى الله عليه وسلم أنه قال:"كل مسكر حرام", وسئل عن هذه الأشربة وكان قد أوتي جوامع الكلم فقال صلى الله عليه وسلم:"كل مسكر حرام".
وسئل رحمه الله عما يجب على آكل الحشيشة؟ ومن ادعى أن أكلها جائز حلال مباح فأجاب: "أكل هذه الحشيشة الصلبة حرام، وهي من أخبث الخبائث المحرمة، وسواء أكل منها كثيراً أو قليلاً لكن الكثير المسكر منها حرام باتفاق المسلمين، ومن استحل ذلك فهو كافر يستتاب, فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً، لا يغسل، ولا يصلى عليه ولا يدفن بين المسلمين. وحكم المرتد شر من حكم اليهودي والنصراني، سواء اعتقد أن ذلك يحل للعامة أو للخاصة الذين يزعمون أنها لقمة الفكر والذكر، وأنها تحرك العزم الساكن إلى أشرف الأماكن، وأنهم لذلك يستعملونها.