أولها المقدمة: وهذه المقدمة تكون في أول الحصة، وتقوم على أسئلة يوجهها المدرس إلى طلابه عن معلومات سابقة ذات صلة بموضوع الدرس الجديد أو ذات إثارة وتطلع إلى ذلك الدرس، على ألا تزيد هذه المقدمة على خمس دقائق ومن الخطأ أن يأتي المدرس بمقدمة لا تقوم على أسئلة موجهة إلى الطلاب، أو أن يبدأ درسه الجديد من غير مقدمة تنبه أذهان الطلاب التي كانت عنه غافلة، وتهيئ نفوسهم التي كانت عنه في شغل.
الشيء الثاني: أن يناقش طلابه مناقشة سريعة موجزة في نهاية كل مرحلة من مراحل درسه الجديد، ليطمئن إلى فهمهم ومدى استيعابهم، وليجدد فيهم النشاط والحياة، وليحول بينهم وبين شرود الأذهان وسروح الخواطر، والمعروف في علم النفس أن الطالب الإعدادي والثانوي في الكثير الغالب لا يستطيع أن يركز انتباهه بصورة مستمرة طوال الحصة، فبعد مضي فترة من الحصة تقارب خمس عشرة دقيقة يشرد ذهنه في عالم آخر، أو ينام، أو يعبث بالنظام، ولذلك كان على المدرس ألا يسمح بشرود الأذهان، وألا يتيح الفرص للنوم والعبث، ذلك بأن يسأل الطلاب من حين إلى حين عماّ درس لهم، وأن يشركهم في البحث والمناقشة في معلومات الدرس الجديد، وألا يتركهم طلاباً مستقبلين فقط، عليهم أن ينصتوا ويستمعوا ولا شيء غير ذلك، بل عليه أن يتيح لهم الفرص ليكونوا مستقبلين حيناً ومرسلين حيناً آخر، ينصتون حيناً وينصت إليهم حيناً آخر، يسألهم مرة ويسألونه مرة أخرى.
الشيء الثالث: أن تخصص الدقائق الخمس الأخيرة أو ما يقاربها من الحصة لتلخيص الدرس الجديد، على ألا يكون التلخيص من قبل المدرس، ولا أن يكلف به طالب واحد، ولكن يكون التلخيص بأسئلة متسلسلة تنظم أهم ما في الدرس الجديد، يقوم المدرس بتوجيهها إلى طلاب متفاوتين في القوة غير متجاورين في المقاعد، وبهذه الأسئلة يعرف المدرس مقدار ما فهمه طلابه، ومستوى ما حصلوه، ومقدار نجاحه في عمله.