ولا يفهموا ذلك في الصفات السبع فإن فهموا في هذه الصفات ذلك فيلزمهم أن يفهموا في السمع والبصر وبقية ما يثبتونه من الصفات صفات المخلوقين فما يلزمونا في تلك الصفات من التشبيه والجسمية نلزمهم به في هذه الصفات وما ينزهون ربهم به في الصفات السبع وينفون عنه عوارض الجسم فيها فكذلك نحن نعمل في تلك التي ينسبونا فيها إلى التشبيه سواء بسواء ومن أنصف عرف ما قلنا واعتقده وقبل نصيحتنا ودان لله بإثبات جميع صفاته هذه وتلك ونفى عن جميعها التشبيه والتعطيل والتأويل والوقوف وهذا مراد الله تعالى منا في ذلك لأن الصفات وتلك جاءت في موضع واحد وهو الكتاب والسنة فإذا أثبتنا تلك بلا تأويل وحرفنا هذه وأولناها كنا كمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض وفي هذا بلاغ وكفاية إن شاء الله.
القول في الصفات واحد لا فرق بين صفة وأخرى
وإذا ظهر هذا وبان انجلت الثلاث مسائل بأسرها وهي مسالة الصفات من النزول واليد والوجه وأمثالها ومسألة العلو والاستواء ومسألة الحرف والصوت أما مسألة العلو فقد قيل فيها ما فتحه الله تعالى، وأما مسألة الصفات فتساق مساق مسألة العلو ولا نفهم منها ما نفهم من صفات المخلوقين بل يوصف الرب تعالى بها كما يليق بجلاله وعظمته فنزوله كما يليق بجلاله وعظمته ويداه كما يليق بجلاله وعظمته، ووجه الكريم كما يليق بجلاله وعظمته فكيف ننكر الوجه الكريم ونحرف وقد قال صلى الله عليه وسلم في دعائه:"أسألك لذة النظر إلى وجهك"وإذا ثبت صفة الوجه بهذا الحديث وبغيره من الآيات والنصوص فكذلك صفة اليدين والضحك والعجب ولا يفهم من جميع ذلك إلا ما يليق بالله عز وجل وبعظمته لا ما يليق بالمخلوقات.