للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن كل العقلاء سيجزمون بأن قائل هذا الكلام فاقد العقل يهرف بما لا يعرف وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لهذا القصر الذي يعتبر ذرة لا نسبة لها إلى بقية المخلوقات فما بالك بالسموات وما فيها، والأرض وما فيها أيعقل أن يقال إنها وجدت هكذا صدفة؟؟!!

المثال الثاني: أمامي كتاب يتكون من أربعة عشر مجلداً في كل مجلد ما يربو على ستمائة في كل صفحة ما يقارب عشرين سطراً في كل سطر عشرون كلمة.

قل لي بربك ما موقف هؤلاء الملحدين أنفسهم ثم موقف العقلاء من الناس من شخص - فضلا عن دول وشعوب - زعم أن هذا الكتاب بأجزائه، وصفحاته، وأسطره وكلماته وحروفه مع ما فيه من جمل متناسبة ومعان مترابطة، وأسلوب بديع، وأفكار عظيمة، وجد هكذا صدفة، بدون صانع ورق ولا طابع ولا مؤلف ولا كاتب ولا شيء سوى أنه وجد صدفة أيمكن أن يؤمن بهذه الدعوى أحد في الأرض من العقلاء حتى الملحد نفسه.

وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لهذا الكتاب - مثلا - فما بالك بهذا الكون العظيم لمحكم المنسق من أرض وسماء وما فيهما وما بينهما، أيعقل أن توجد هكذا صدفة؟!! ألا يدل كل منها أن له موجداً مريداً حكيماً عليماً قوياً قادرا ً؟!

المثال الثالث: