نعم إننا نريد ذلك، وما أحوجنا إلى ذلك ولكن على طريق الإسلام، مؤمنين كل الإيمان بأن الإسلام دين ودنيا وشريعة تامة ومنهج متكامل لا يعارض العلم ولكن يوجهه إلى الخير، ولا ينكر التقدم ولكن يضعه في إطار السلوك الفاضل، ونريد أن يذكر أساتذة الجامعات والكليات السعودية دائماً طلابهم بأن المملكة العربية السعودية أمة مسلمة رائدة وقدوة وأن المسلمين الذين تقر عيونهم بأن يروا في شبابها وجامعاتها واتجاهاتها النموذج والمثال يتفاءلون بأن السياسة العليا للمملكة تحتضن الإسلام ولا تدخر جهداً ولا بذلاً في تأييد دعوته ومناصرة كل قضاياه كما يتفاءلون بأن القائمين بأمر الجامعات والكليات في السعودية والمسئولين عن توجيهها صفوة مختارة من المؤمنين بربهم وبرسالة دينهم.
ومن أجل ذلك لا بد من العناية بالتربية الإسلامية في الجامعات السعودية كلها على اختلاف نوعياتها وتخصصاتها علماً وسلوكا ومنهجا وتطبيقاً.
والذين وضعوا (سياسة التعليم) في المملكة لم يفتهم هذا، بل إن الذي يقرأ (سياسة التعليم) في المملكة ليرى أن التربية الإسلامية في أوسع وأعمق معانيها هي الهدف وهي الغاية في كل مراحل التعليم.
ففي الباب الأول من (سياسة التعليم) الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم تنص المادة ١٢ على ما يأتي:
(توجيه العلوم والمعارف بمختلف أنواعها، وموادها، منهجا وتأليفاً وتدريساً وجهة إسلامية في معالجة قضاياها، والحكم على نظرياتها، وطرق استثمارها، حتى تكون منبثقة من الإسلام متناسقة مع التفكير الإسلامي السديد) .
ولست أدعي لنفسي الحق في ترجمة هذه المادة إلى خطة أو صياغتها في منهج فغيري أقدر على ذلك وأولى به، ولكني ألمح في سطورها بعض تفسيرات أذكرها وأذكر بها على سبيل المثال:
أولاً: الربط بين العلم والدين في مجال الطب والعلوم وما يتصل بها: